أمريكا والصين تتعهدان بتحرك مشترك لخفض انبعاثات الميثان
أمريكا والصين تتعهدان بتحرك مشترك لخفض انبعاثات الميثان
تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية والصين، بالعمل معا على خفض انبعاثات غاز الميثان، ثاني أكبر الغازات المسببة للاحتباس الحراري، في أعقاب محادثات بين مبعوثي المناخ في أكبر دولتين مسببتين للانبعاثات في العالم.
والتقى مبعوث المناخ الصيني لو جينمين ومستشار المناخ في البيت الأبيض جون بودستا للمرة الأولى منذ توليهما منصبيهما ومغادرة سلفيهما اللذين ساعدت علاقتهما الوثيقة التي نسجاها في التوصل إلى توافق خلال قمة كوب 28 العام الماضي في دبي، وفق وكالة فرانس برس.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان، إن مسؤولي المناخ بحثا خلال محادثات استمرت يومين هذا الأسبوع في واشنطن في سبل إنجاح "قمة كوب 29 في باكو، أذربيجان" التي ستعقد في نوفمبر.
وقبل قمة دبي كانت بكين قد وعدت بطرح خطة واسعة النطاق لمعالجة مشكلة غاز الميثان، وهي قضية سياسية حساسة لأن هذا الغاز ينبعث بمعظمه نتيجة استخراج الفحم الذي تعد الصين من أكبر مستخرجيه.
وقال البلدان إنهما سيستضيفان بشكل مشترك مناسبة في باكو تتركز حول خفض غاز الميثان وغازات الدفيئة الأخرى غير الكربونية.
وجاء في البيان أن "الجانبين ملتزمان بتعزيز التعاون الثنائي وبناء القدرات في مجال نشر تقنيات المكافحة".
واتفق البلدان على تحسين المراقبة والمعايير "التي تهدف إلى تحقيق سيطرة كبيرة على انبعاثات غاز الميثان وخفضها في العقد الحالي".
لكن الصين لم تصل إلى حد التوقيع على تعهد عالمي بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يهدف إلى خفض انبعاثات غاز الميثان العالمية بنسبة 30 في المئة على الأقل عن مستويات 2020، بحلول عام 2030.
والميثان أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون الأكثر انتشارا بين الغازات الدفيئة، لكنه يبقى لوقت أقصر في الغلاف الجوي يقاس بالسنوات وليس القرون.
وينبعث غاز الميثان بسبب إنتاج النفط والغاز الطبيعي وكذلك الزراعة.
وحددت القمم المناخية المتعاقبة التي عقدتها الأمم المتحدة هدفا يتمثل في وقف ارتفاع حرارة الكوكب بما يزيد على 1,5 درجة مئوية لتجنب ويلات التغير المناخي، لكن الكوكب لا يزال بعيدا عن هذا المسار.
واتفقت محادثات دبي للمرة الأولى على حاجة العالم للتحول بعيدا عن الوقود الأحفوري.
وتعتبر إدارة الرئيس جو بايدن المناخ مجالا للتعاون مع الصين على الرغم من الخلافات والتوترات الواسعة بين البلدين.
وقد أقام مبعوث المناخ السابق جون كيري صداقة مع شي تشين هوا، مفاوض المناخ الصيني المخضرم، وأجرى الاثنان محادثات مطولة في كاليفورنيا لتمهيد الطريق أمام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب 28.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".